تكمن أهمية أولى حفلات مهرجان “أعياد بيروت” أمس في قيمتها المعنوية بالنسبة إلى جورج وسوف وجمهوره معاً. “سلطان الطرب” استطاع أن يحشد 3 آلاف مستمع أتوا من لبنان وسوريا لحضور حفلته الأولى بعد غياب أربع سنوات عن خشبة المسرح نتيجة مرضه وتعرّضه لجلطة دماغية. لكن أمس، استطاع الوسوف التغلّب على المرض وتحدّي نفسه، رافضاً الجلوس على الكرسي. وقف وغنّى وأطرب جمهوره الذي كان من مختلف الشرائح العمرية، وكان يردّد معه أغانيه من دون توقف. من هنا تأتي أهمية هذه الحفلة للفنان الذي أكّد أنّه ما زال سلطاناً للطرب وكما يقول عنه جمهوره “كبير يا أبو وديع”.
الحفلة أقيمت في أسواق بيروت ابتداءً من الساعة العاشرة، لكن الحضور بدأ بالتوافد منذ السابعة والنصف مساء. ورغم أنّها فترة أعياد، الا أنّ حفلة الوسوف تسبّبت في زحمة سير خانقة في وسط بيروت. بدا كأنّ لبنان كله أتى لمشاهدة الوسوف والاطمئان عليه، هو الذي أطلّ منذ حوالي شهرين في حلقة خاصة مع الاعلامي نيشان، ووعد جمهوره بعودته للوقوف على المسرح والغناء له، وبأنّ وقوف جمهوره معه ساعده على تجاوز محنته.
نيشان الذي قدم الحفلة، قال في كلمته إنّ الوسوف طلب منه أن يقدّمه في كلمتين وإنّه لا يريده أن يسميّه سلطان الطرب أو جورج وسوف، بل “أبو وديع” فقط. وحالما أطلّ على المسرح حتى بدأ الجمهور بالهتاف له والتصفيق. وعلى عكس التوقعات، فانّ الوسوف غنى واقفاً على قدميه طوال الحفلة تقريباً، إذ توقع كثيرون أنّه سيغني جالساً على الكرسي كونه لم يشفَ تماماً من أعراض الجلطة. لكنّه أصرّ على البقاء واقفاً ولم يجلس على الكرسي الا لبضع لحظات للراحة. وقبل انتهاء الحفلة، صرّح أنّه عندما أطلّ على المسرح، كان يرتجف خوفاً. لكن عندما بدأ الجمهور بالتفاعل معه، “كبر قلبي”.
الوسوف الذى غنى لمدة ساعتين، قدّم مجموعة من أغانيه القديمة والحديثة منها: “لو يوعدني الهوى”، و” يا بخت الي بات مظلوم”، و”اللي دتهم زماني”. كما غنى لأم كلثوم وختم بأغنيته “الهوى سلطان”.
وتميّزت الحفلة بالتنظيم الشديد والالتزام بالمواعيد تخللتها بعض الاشكالات بين الجمهور. إذ وقعت ثلاثة اشتباكات في أوّل الحفلة ومنتصفها ونهايتها. وكان الوسوف خلال الاشكال يطلب من المعنيين التوقف والاستماع الى الاغاني، ولكنّ الأمن كان سرعان ما يضبط هذه الإشكالات بسرعة.
“سلطان الطرب” مجدداً على قدميه في وسط بيروت أنا زهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق